زايد الكبير قائد مظفر وسياسي بارع

زايد الكبير قائد مظفر وسياسي بارع




أصدر المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان دراسة الشهر الماضي حول الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط آل نهيان «زايد الكبير» وذلك احتفاءً بالذكرى المئوية لرحيله. وتناولت الدراسة مسيرة وجهود الشيخ زايد الأول المهمة والمؤثرة في تاريخ إمارة أبوظبي بصفة خاصة وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة بصفة عامة، كما سلطت الضوء على أهم محطات حياة المغفور له الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، وتأثيره في الحياة السياسية والاقتصادية في إمارة أبوظبي، باعتبار فترة حكمه فترة تاريخية مهمة ومتميزة في تاريخ المنطقة.



وشددت الدراسة على أن الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط آل نهيان وهو جد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه شخصية مهمة ومؤثرة في تاريخ أبوظبي بصفة خاصة ودولة الإمارات العربية المتحدة بصفة عامة، فقد قُدّر لهذا الحاكم أن يدير شؤون إمارة مترامية الأطراف على مدار نصف قرن (1855 - 1909)، حتى لقبه الجميع، إجلالاً وتقديراً له، بزايد الكبير لما قام به من أعمال عظيمة لشعبه في أبوظبي وما جاورها، ولجهوده الرامية إلى إحلال السلم الاجتماعي بين قبائل المنطقة، بعد أن أصبح بلا منازع أقوى شيوخ الإمارات المتصالحة في عصره، وأضحت أبوظبي ذات صدارة سياسية واقتصادية.



وذكرت الدراسة أن فترة حكم الشيخ زايد بن خليفة كانت حافلة بالإنجازات الكبيرة والمهمة حيث قدم تجربة ناجحة في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما شهدت أبوظبي ازدهاراً باهراً كقوة اقتصادية فاعلة ومؤثرة خاصة في مهنة الغوص وتجارة اللؤلؤ، ونشطت فيها حركةٌ ثقافيةٌ واعدةٌ، وترسّخ الاستقرار والسّلم في ربوع المنطقة وما زالت الإسهامات الكبيرة والسّمعة والمكانة التي احتلّها هذا الرجل العظيم موضع تبجيل وتقدير، فقد أكسبته نشاطاته المتعددة وصفاته المميّزة مكانة خالدة في تاريخ الأجيال.



وقالت إن هذه الإنجازات ما كان لها لتتم لو لم يكن وراءها رجال عظماء ذوو همة عالية، وطموح قائد مظفر وسياسي بارع يمتلك قلباً قوياً مشبعاً بالإيمان بما فطر عليه من صلابة وجسارة وحنكة وما ورثه عن الأسلاف من حب للأرض وتكاتف شعبها الوفي، إنه قائد عرف كيف يوحد ولا يفرق، يصون ولا يبدد، يبني ويعلي البنيان، لقد ترك زايد الأول وراءه إرثاً رصعت حروفه بالنور على صفحات التاريخ الزاهرة؟



ورغم ما أحاط بالمسيرة من صعاب داخلية وإقليمية، استطاع الربان الماهر أن يتعامل مع الأحداث ببصيرة نافذة، فظل يوجه بلاده للتغلب على المحن، مدركا للمتغيرات السياسية، ومستوعبا تاريخ المنطقة الذي استمده من تراث الأجداد العريق وإرادته القوية، وإيمانه بآمال وطموحات شعبه الذي أسهم بدوره في قيام المسيرة آزره في تحقيق الأهداف النبيلة في ترسيخ المبادئ والقيم الأصيلة وفق مفهوم الأسرة الواحدة الذي كان واضحاً في ذهنه قبل قيام الاتحاد بعشرات السنين.



وبينت الدراسة أن تجربة حكم الشيخ زايد بن خليفة كانت نموذجاً واقعياً للإرادة القوية التي استطاعت أن تُعطي بلا حدود وتتجاوز العقبات وتواجه التحديات، وحسب هذه القيادة أنها بلغت بهذا الجهد الذي امتلأ إخلاصاً وروحاً مبلغاً ملأ الوجدان، فقد انبثق معها هدف توحيد إمارات الساحل المتهادن، إلا أن الأحوال المحلية والإقليمية لم تكن مواتية لتحقيق هذا الهدف؟



وأشارت الدراسة إلى أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، يسير على درب الآباء والأجداد ويقدم رؤية كاملة في البناء وناضجة في التصور وعميقة في التوجه، تنبع من شخصية عايشت مراحل بناء الوطن والإنسان بكل دقائقها ولحظاتها.



أبوظبي ـ «البيان»